بقلم/ عبدالله الهذلول الشمري
ماذا أعمل لكي لا أدخل دائرة الانتقام..؟!!
لو دققت
في الأمر..!! وعدت قليلا إلى صوت العقل..ولكي تتجنب دائرة الانتقام..عليك منذ
البداية اجتثاث فتيل الخلاف..من خلال طرق الأمرين التاليين :
((اولا)):
ان تتحلى بالـ"شجاعة الحقيقية في ضبط النفس
" بأمرين الأول : عدم الانفعال أو على الأقل "سرعة ردة الفعل" فيما
نقل لك من كلام على لسان (حسن) إن هذه الطريقة التي وصلتنا من رب العالمين تقوم
على الآيات التالية :
قال
تعالى :(لئن بسطت إلى يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب
العالمين (28) إني أريد أن تبوأ بإثمي وأثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاوء
الظالمين) (المائده/٢٩)
ان هذه الطريقة تقول لنا ان نتبع منهج التجاهل
وعدم الرد بل دع (حسن) يستمر في حصد الذنوب..فأذا كنت صادق بأن ماقاله ويقوله
(حسن) عنك مجرد "كذب" و"ظلم" فثق تماما انك بتجاهله احرقت ما
أراد من فتنة ،وانك لن تخسر ما خسرته في الدخول بدائرة الانتقام ، وإذا ربطنا ما
ورد في الآيات السابقة بما جاء من توصيات
في الحديث الشريف ..
قال صلى
الله علية وسلم (ليس القوي بالصرعة انما القوي من يكتم الغيض ) اذا أنت أمسكت مربط الفرس، وهنا التحدي وإظهارك
لقوتك الحقيقية وثقتك بنفسك..!! واعلم ان الغضب من الشيطان والشيطان من نار لذا
طلب الرسول (ص) ان تتوضأ حين تصاب بالغضب..فالوضوء بالماء يطفأ الغضب ..والصلاة
تهدأ من روعك !! اذا تمالكت أعصابك وهدأت من روعك ..تكون بالفعل شجاع ان التجاهل
المطلق لماوصلك من كلام.. يندر ان ينفيذه الناس العاديين لأنه يتطلب قدرا كبيرا من
التقوى، والشجاعة، والثقه، ورباطه الجأش، .. اجعل ردك هو ماجاء في الاية الكريمة
قال تعالى (قل موتوا بغيظكم)..ان اغلبنا لايستطيع تطبيق هذا الباب لان التقوى في
النفس بهذا الزمان والوقت نادرة.
((ثانيا)):
وهي إذا كان (خالد) لا يملك الشجاعة والقدرة على
اتباع الباب الأول وارد ان يحاسب (حسن) فنقول لك هذا حقك..!!
ولكن
نسألك عن كيفية محاسبتك يا (خالد) لـ(حسن) !!
ان الطريق المستقيم هو اقصر الطرق حين وصلك
الكلام والاتهام ..عليك ان تتأكد من زوال الغضب عنك ، وانك استجمعت رباطة جأشك
وثقتك بذاتك..!! اتجه الى (حسن) واجلس معه وناقشه بشكل مباشر عن الكلام والاتهام
ولكن بهدوء الواثقين، وبعقل الحكماء،
وبلسان عالم الدين..!! عاتبه عتابا وأنتبه ثم انتبه لا تتهجم على (حسن) أو تتبع
اسلوب محاسبه أو يكون كلامك في نبرة تهديد..فذلك عين الاستفزاز كما انك تدفعه الى
عدم التراجع والندم..!! حاول ان تذكره
بمواقفك الا يجابية معه، ومواقفه الايجابية معك ..!! أعطه فرصه والتمس له عذر
الغضب وتقبل منه حتى الانفعال..!! دعه يعبر عن مابداخله فهذا التنفيس قد يغسل
الحقد من قلبه عنك..!! ثم فند ادعاءاته او فسر سبب تصرفك معه الذي أغضبه..!! ..شرط
ان تبلغه بمصدرك فيما نقل لك من كلام على لسانه ..!!
وتتأكد من ما وصلك من معلومات..لكي تتأكد ولا
تتفاجئ بأن مانقل مبالغ فية..!!
ان(خالد) و(حسن) امامهما ثلاث خيارات هي :
أ.
(اعتذار: "حسن" لـ"خالد") : فاذا اعتذر فأقبل دون شرط
لنزع فتيل ما قد لا يحمد عقباه حتى لو كنت غير مقتنع بمبرراته..!! فليس لديك
خيار..فلن تقطع رأسه..!! واذا دخلت معه دائرة الانتقام ستخسر أكثر بكثير من اظهار
القناعة بعذره !!
ب.(اعتذار "خالد" لـ"حسن"):
وهذا ايضا عين الحكمة ففي اثناء النقاش قد يكتشف (خالد) ان تصرفه اللاواعي ادى
لثورة (حسن) ضدة ..وهنا علية ان يقدم الاعتذار ويجعل (حسن) بأي وسيلة يقبل اعتذاره لينزع فتيل الخصومة .
ج.عدم اقتناع واتفاق (خالد وحسن) بوجهة نظر كل
طرف..هنا امام (خالد) التفكير مليا اذا خرج واعلن الكره والحقد على (حسن) سيكون
اسيرا لدائرة الانتقام وضريبة ذلك اكبر من ان ينسحب في النقاش ولا يريد ان يقول ان
الخطأ خطأة ويعتذر (لحسن)..ولو كان غير مقتنع..!! على (خالد) ان يسعى الى تجميد
الامور وتعليقها بطريقة فنية كأن يطلب ان يكون هناك تحكيم بينهما من قبل اشخاص
يتفقون عليهم جميعا..!! مع تشدد (خالد) على مسألة بقاء الاتصال والخط بينهما
مفتوحا لكي لايستغل من قبل أي طرف ..او..عرض الامر على كبير العائلة او رجل دين من
العائلة ..اذا على (خالد) ان يبحث مع (حسن) استعراض كافة القنوات التي يلجأون لها
للتحكيم والتسوية بينهما ..!!
الموقف من الصلح:
ان
التاريخ مدرسة تقول لنا :ان اكبر واعقد وأطول الخصومات بين الأصدقاء والأقارب
..الخ ..انتهت بعد عشرات السنين بالصلح..!! ولكن بعد ماذا ؟!! بما ان الطرفين
(خالد) و(حسن) في نهاية المطاف سيضطرون
إلى الصلح رغما عنهما..فبعد تنفيس كل واحد منهما للأحقاد والضغائن التي ملأت قلبه
،وبعد طول الوقت سيحدث الصلح..!! ولكن انتبه فكلما طالت مدة الخصومة فإن
"صلاتك" لم تكن تقبل حتى تتصالح مع من خاصمته..؟!! إذا عدم القبول
بالصلح في أول فرصة سانحة بميزان الأرباح والخسائر..ارتكبت خسارة بحق نفسك..!! ولو ان الزمن عاد بأناس كانوا أقارب وأهل ثم
حدثت خصومه بينهم وسألت الصادقين منهم الذين استفادوا من مرارة التجربة لطالبوك
باختصار المشوار..والقبول بالصلح!!
كن واثق من نفسك دائما ..!!
تأمل
وانظر لاتهامات (حسن) إذا كنت بريئا منها فلست بحاجه إلى دائرة الانتقام وإذا كنت
متورطا بها فعليك الاعتذار ..وإذا كان حاقدا فقد علمت بحقده ولست بحاجة
لصداقة حاقد لن يقتنع بالشمس والقمر لو
استشهدت بهن له..!!فحاول ان تحيده بالاعتذار منه ..!!
فاذا كانت جريمة (حسن) مجرد كلام مسيء وأنت تقول
وتعلم انه ليس فيك مايقوله ..فالأمر لايستحق الانتقام وإعلان الحرب .تذكر ان (حسن)
وقع في معصية وانه سيحاسب عليها ..وتذكر ان (حسن ) يعطيك من حسناته ..!! وتذكر ان
(حسن) لايستحق عن كلام قاله لحظة ثورة غضب.. صدر منه ان تخسر..!! بسط الأمور
دائما فلم يقدم (حسن) على قتلك أو قتل احد من أهلك !!
ان أخطأ فأفسح المجال ليعتذر.. فالله سبحانه
وتعالى وهو ربك وخالق السموات والأرض أيها العبد ..يقبل التوبة عمن ظلم ويتجاوز
عمن أساء ولو أساء وأخطأ ألف ألف مرة طالما أنه في كل مرة يرجع ويتوب ويقلع عن
الذنب بل ان الله تعالى يتجاوز عن الكافر يقول الله تعـالى { قل للذين كفروا ان
ينتهوا يغفر لهم ماقد سلف}الأ نفال
فكيف بالمسلم بعض النا س لا يغفرون.. ولا يقبلون
عذرا..وتراجع من أخطأ فرصه لك في الدنيا والاخره..أن الرسول صلى الله عليه وسلم
دعانا إلى قبول العذر دائما فقال {التمس
لأخيك سبعين عذرا فأن لم تجد له عذرا ًفقل له عذرا} فما أجمل العفو وما أحبه لله
ورسوله
فـ(العفو) كالماء يطفئ نار الأحقاد من قلب (حسن)
وينزع الخلاف ،وما أروع العفو عن هفوات الناس، وغفران أخطائهم، فهذا يعد حسنة
حقيقية، فالله سبحانه كبير في غفرانه، عظيم فى عفوه وتسامحه.
العفو بحسب العلم الحديث..!!
وهو يريح الضمير وقد أكدت بعض الوكالات العلمية
أن العفو والصفح يرتبطان بانخفاض ضغط الدم الشرياني ومستويات هرمونات التوتر في
أجسامنا،وأثبتت الدراسة أن هناك ارتباطات بين العفو والتسامح والآثار الفسيولوجية
في الجسم ، حيث أن التسامح والعفو يؤديان إلى تقليل إفراز هرمون
التوتر.....(الكورتيزول) الذي يؤدي إلى رفع ضغط الدم .والعلم يثبت أن التسامح
والعفو أقوى من الثأر والانتقام
فلماذا لانتفنن أو نتفاخر بقدرتنا على تحويل الأعداء إلى أحباب !! لماذا
لا نصنع أثراً جميلاً في كل النفوس بأن
ننسى الأحقاد والعدوات ..!! عش حياة هانئة إن عاداك أحد ..!! فقدم له هدية(السلام علية)
ابدأ أنت..!! فخيركم من يبدا
بالسلام..واذا تجاهلك فالله خالقه سيحاسبه..!!
أفسح الطريق وأصفح لمن أخطأ ًبحقك إذا رايته يريد
إن يتقرب إليك ويلاطفك الكلام ويريد أن يخرج من دائرة سخطك وغضبك فأفتح له المجال
وأعطه الفرصة ليشرح لك وضعه ولا تتكلم فيما سلف ولا تعدد عليه أفعاله وأخطاءه أسأ
ل المولى عز وجل أن يهدينا جميعا إلى مايحبه ويرضاه وأن يمنحنا سعة الصدر والــعفو
عند المقدرة
يقال.... العفو عند المقدرة .....
ماذا استفيد اذا انا عفوت ؟!!
ان العفو يجلي القلب من (الحقد .الغضب ,الحزن)،
ولكن ستحتاج الى مجاهدة نفسك، والتغلب على ماوقع في صدرك من حقد وظغينه، واستعن
بالله على ذلك، ولاتستمع لهمزات الشياطين..!!
عليك ان
تنوي بأن عفوك هو (لوجه الله تعالى)، وسوف ترى ان هذا العفو منك قد جنبك وسيجنب
افراد اسرتك مصيبه وابتلاء أكبر..!! وهذا مكسب مهم جدا جدا لأنه آجل لاينظر اليه
من بيده العفو..!!بما انك عفوت لوجه الله تعالى فأنت لا تريد من الناس شكرا وجزاءا
..فلا تلتفت الى ما سيقوله البعض من المنافقين الذين اصبتهم بمقتل حين عفوت ، فثق
انهم سيقولون منكر القول، تذكر انك عفوت لـ(وجة خالق الارض والسموات ومن
عليهن)..فلاتهتم لما يقوله مخلوق منافق ونكره..!!
من تريد ان تعفو عنه لوجه الله ..فلا تتردد ولا تنظر إلى
صدوده والتحدي ..والكلام المستفز..اذا صدر منه لانه مدرك إلى انك أصبحت
أفضل منه ثقتا وشجاعة وأجرا عند الله وخلقه؟!!
عليك أولا بالاستغفار أكثر منه ليطفأ نار الغضب
والحقد الذي في نفسك من خصمك وممن ظلمك،، اجعل لسانك رطباً بذكر الله ألا بذكر
الله تطمئن القلوب ..فعندما تضيق بك الدنيا الجأ إلى الاستغفار فتنزل عليك راحة
غريبة تنسيك هموم الدنيا فالحمد الله والشكر له ...عزيزي تذكر ان هذه الدنيا دار
ابتلاء ..وان الله قدر عليك ماوقع لك من ظلم..وان ما أصابك لم يكن ليخطأك..وان هذا
الابتلاء هو تكفير لك عن ذنوب وامتحان من الله لك في هذه الدنيا..تذكر ان ماقاله
مجرد كلام لم ينقص شعرة في رأسك..!! ولم تنقص هللة من راتبك..!! ولكن كلامه عليك
اولا واخيرا اخذ من حسناته واضيفت لحسناتك..!! واحرص من اهل
الفتنة والتحريض والناقل الناقل سيجرك الى كارثة..!! كن شجاعا مع نفسك وواجه الحقد
الذي في صدرك حاول ان تهزمه لايهزمك..!! وهنا الشجاعة والخلق العظيم..!! واذا كان
هذا الانسان طبيعته الشر وخلق الفتن فقل «انك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من
يشاء» لقد اذى الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية دعوته أقاربه وأعمامه،،ولقد
قذفت سيدتنا عائشة زوجته رضي الله عنها ولقد هوجمت بناته ،،وحين فتح مكة ماذا فعل
بمن قاتلوة وحاصروه,لقد قال صلى الله عليه وسلم (من دخل دار ابا سيفان فهو آمن) .
ينزل جل جلالة الله سبحانة وتعالى الى السماء الدنيا في الثلث الاخير من الليل اطلب ربك خالقك يارب ساعدني أن أعفو واصفح الصفح الجميل لوجهك
تعالى بلا لوم ولاحقد ولا كره ربي انك اعلم بما في قلبي رب اصلح لي فساد قلبي،
ربي انصرني على نفسي الأمارة بالسوء..يتبع